تهديد لأسهم انفيديا: القيود الأمريكية على الرقاقات للصين

Nvidia Stock

منذ الوصول إلى أعلى مستوى قياسي في أغسطس، تعرضت أسهم شركة إنفيديا (NASDAQ: NVDA) لعقبات كبيرة أدت إلى انخفاض سعر السهم. في الوقت نفسه، ترددت موجة الارتفاع التدريجي في أسعار الفائدة عالميًا عبر أسهم الشركات الرائدة في مجال الرقائق، حيث ارتفع عائد سندات الخزانة الأمريكية لمدة 10 سنوات ليصل إلى مستويات لم تشهدها منذ 16 عامًا. ولتفاقم الأمور، تواجه إنفيديا تحديات إضافية عبارة عن قيود جديدة فرضتها الولايات المتحدةعلى تصدير التكنولوجيات المتقدمة إلى الصين. وهذا التطور يشكل تهديدًا كبيرًا بالنسبة لشركة إنفيديا، حيث تمثل الصين مصدرًا لحوالي 20% من إيرادات الشركة خلال الربع الماضي.

ظهرت آخر معوقات مواجهة شركة إنفيديا بإعلان إدارة بايدن يوم الثلاثاء الماضي. وقدم هذا الإعلان تدابير مصممة لمنع رقائق شبه الموصلات المتقدمة من الوصول إلى الصين. وتشمل هذه القيود حظر قدرة شركة إنفيديا على تسويق المعالجات المصممة خصيصًا للسوق الصينية. والهدف الرئيسي وراء هذه القيود هو عرقلة الوصول الصيني إلى التكنولوجيات ذات التطبيقات العسكرية المحتملة. في حين يرى محللو بلومبرغ أن هذه القيود قد لا تمارس تأثيرًا كبيرًا على المدى القصير على توقعات إنفيديا المالية، إلا أن هناك مخاوف بشأن قدرتها على تآكل مستقبل الشركة على المدى الطويل.

أداء شركة إنفيديا والتحديات المستمرة

شهدت أسهم شركة إنفيديا سنة استثنائية، حيث سجلت ارتفاعًا ملحوظًا بنسبة تفوق +188%. وقد أصبحت الشركة أفضل أداء للأسهم في كل من مؤشر S&P 500 وNasdaq 100. وارتفعت أسهم الشركة بشكل رئيسي بسبب قدرتها المستمرة على تجاوز توقعات المبيعات والإيرادات. وقد تمكنت شركة إنفيديا من ترسيخ نفسها باعتبارها أحد أبرز المستفيدين من الثورة المتنامية في مجال الذكاء الاصطناعي (AI). ومع ذلك، شهد شهر سبتمبر انخفاضًا بنسبة 12% في أسهم الشركة، مما يمثل أداءها الأقل حظًا لمدة عام كامل. ويعود هذا الانخفاض بشكل أساسي إلى المخاوف بشأن استمرارية الطلب.

على الرغم من هذا الانخفاض الأخير، لا تزال غالبية المحللين المتابعين لشركة إنفيديا يحتفظون بموقف متفائل بشأن الشركة. ووفقًا لبيانات بلومبرغ، فإن نسبة مدهشة قدرها95% من المحللين قد أعطوا تصنيف “شراء” لأسهم شركة إنفيديا. وعلى الرغم من هذا التفاؤل السائد، بدأت علامات التحذير تظهر وتشير إلى التحديات المحتملة التي قد تواجه شركة إنفيديا. فقد قرر بعض المحللين تعديل أهداف الأسعار المستهدفة للأسهم. على سبيل المثال، قامت سيتيجروب بخفض هدف السعر من 630 دولار إلى 575 دولار، في حين قامت مورغان ستانلي بتخفيض هدفها من 635 دولار إلى 600 دولار، وقررت كيبانك كابيتال ماركتس إعادة تكوين هدفها من 750 دولار إلى 650 دولار.

المستقبل والمرونة

في السياق الأوسع، لا تزال مستقبل شركة إنفيديا إيجابيًا على الرغم من الرياح المضادة الأخيرة. وقد أشارت مورغان ستانلي إلى أن شركة إنفيديا هي أفضل اختيار لها في قطاع شبه الموصلات. وترى المؤسسة المالية أنه على الرغم من الضربة الكبيرة التي لحقت بشركة إنفيديا بسبب قيود تصدير الرقائق الأمريكية إلى الصين، إلا أنه من المتوقع أن تستمر الشركة في تجاوز التوقعات في عملياتها التجارية. في الوقت نفسه، تظل شركة سيلفانت كابيتال مانجمنت ثابتة في ثقتها بالجاذبية طويلة الأجل لشركة إنفيديا. وتنقل الشركة وجهة نظرها بأن القيود الإضافية المفروضة على التصدير إلى الصين قد تسبب في تقلبات قصيرة الأجل في أسعار الأسهم، لكنها تؤكد أيضًا على الحقيقة الأساسية بأن شركة إنفيديا لا تزال تحتفظ بقيمة جوهرية حتى في ظل انخفاضات السوق.

وخلاصة القول، فإن شركة إنفيديا متوقع أن تتعامل مع هذه التحديات بمرونتها ومكانتها القوية في قطاع شبه الموصلات. وعلى الرغم من الرياح المضادة التي طرأت، فإن مستقبل الشركة طويل الأجل وموقعها السائد في قطاعات مثل الذكاء الاصطناعي لا تزال تجعلها استثمارًا جذابًا. على الرغم من المخاوف وأهداف الأسعار المعدلة، لا تزال غالبية المحللين تحتفظ بثقتها في قدرة شركة إنفيديا على مواجهة العواصف والاستمرار في مسارها نحو النجاح طويل الأجل.