شهدت شركة إكسون موبيل (NYSE: XOM) انخفاضا في أرباحها للربع الثالث مقارنة بالعام الماضي عندما سجلت الشركة النفطية العملاقة أرقاما قياسية في ظل ارتفاع أسعار النفط. ومع ذلك، ارتفع صافي دخل الشركة بنسبة 15% مقارنة بالربع السابق، كما أعلنت زيادة توزيعها الربعي للأرباح.
هذا العام، ذهبت إكسون في رحلة إنفاق مكثفة، حيث قامت باستحواذات كبيرة بشكل ملحوظ. في يوليو/تموز، استحوذت الشركة على شركة الأنابيب التابعة دينبري بقيمة 4.9 مليار دولار. وقد تأثرت دينبري بالتغيرات في السياسات المناخية في الولايات المتحدة. وقبل أسابيع قليلة، حظيت إكسون مرة أخرى بالأضواء عندما أعلنت خطتها لشراء بيونير بقيمة 60 مليار دولار.
جهود إكسون في التوحيد ليست فريدة من نوعها. فشركة شيفرون، لاعب آخر رئيسي في قطاع الطاقة، كشفت مؤخرا عن نيتها في إنفاق أكثر من 50 مليار دولار للاستحواذ على شركة هيس.
فيما يتعلق بالأرقام المالية، أبلغت شركة إكسون موبيل كورب عن أرباح بلغت 9.07 مليار دولار، أو ما يعادل 2.25 دولار للسهم للربع. وهذا مقارنة بالعام الماضي عندما سجلت الشركة أرباحا بلغت 19.66 مليار دولار، أو 4.68 دولار للسهم. وعلى الرغم من توقع المحللين المسحوقين من قبل زاكس إنفستمنت ريسيرتش أرباحا قليلا أعلى عند 2.36 دولار للسهم، إلا أن إكسون تتبع سياسة عدم تعديل نتائجها المبلغ عنها بناء على أحداث مرة واحدة مثل مبيعات الأصول، وهو أمر شائع بين معظم الشركات.
على الرغم من الانخفاض، بقيت إيرادات إكسون للربع كبيرة عند 90.76 مليار دولار، رغم أنها أقل من إيرادات العام الماضي البالغة 112.07 مليار دولار. ومع ذلك، تجاوزت التوقعات المالية لوول ستريت البالغة 89.29 مليار دولار.
فيما يتعلق بالإنتاج، شهد انخفاضا بنسبة 0.8% ليصل إلى 3,688 ألف برميل مكافئ نفط يوميا. ومع ذلك، أعلنت إكسون أنها حققت أفضل إجمالي تكرير ربعي عالمي على الإطلاق في مصافيها، حيث بلغ 4.2 مليون برميل يوميا.
أعرب رئيس مجلس إدارة والرئيس التنفيذي لشركة إكسون، دارين وودز، عن رضاه عن أدائهم، مشيرا إلى أن “لقد حققنا أداء تشغيلي قوي آخر، وأرباح وتدفقات نقدية، مضيفين ما يقرب من 80 ألف برميل نفط مكافئ يوميا لدعم الإمداد العالمي”.
تأتي هذه النتائج عقب إعلان إكسون عن استحواذها على بيونير ناتورال ريسورسز بقيمة تقارب 60 مليار دولار. ويمثل هذا الاستحواذ أكبر استحواذ لإكسون منذ استحواذها على موبيل قبل عقدين من الزمن. وسوف يوسع هذا الاستحواذ بشكل كبير من حضور إكسون في حقل بيرميان الضخم، وهو حقل نفطي هائل يمتد على طول الحدود بين تكساس ونيومكسيكو.
تتمتع إكسون حاليا بوضع مالي قوي، حيث سجلت أرباحا قياسية بلغت 55.7 مليار دولار العام الماضي، متجاوزة الرقم القياسي السابق البالغ 45.22 مليار دولار في عام 2008 خلال فترة أسعار النفط المرتفعة.
يشهد قطاع الطاقة موجة من التوحيدات حيث تجد المنتجون الرئيسيون أنفسهم باحتياطيات نقدية كبيرة، تبحث عن فرص للاستثمار.
تواجه أسواق النفط تحديات بسبب خفض الإنتاج في السعودية وروسيا. بالإضافة إلى ذلك، يشكل الصراع بين إسرائيل وحماس في الشرق الأوسط خطر عدم الاستقرار الإقليمي الأوسع نطاقا. وفي حين لا تؤثر الهجمات على إسرائيل مباشرة على الإمداد العالمي من النفط، إلا أنها تثير مخاوف بشأن احتمالات تعطل إمدادات النفط وارتفاع أسعاره، كما لوحظ في تحليل أجرته إدارة معلومات الطاقة بالولايات المتحدة.
يراقب قطاع الطاقة بشكل وثيق الوضع المتطور في الشرق الأوسط، مع تصاعد أخير يشمل قيام القوات الإسرائيلية بغارة برية على غزة وضرب الطائرات الأمريكية لأهداف في شرق سوريا.
أعلنت إكسون أيضا زيادة توزيعها الربعي للأرباح، مرفعة إياه من 91 سنت للسهم إلى 95 سنت للسهم. ونتيجة لهذه التطورات، شهدت أسهم إكسون انخفاضا طفيفا عند فتح جلسة التداول، في حين هبطت أسهم شيفرون بأكثر من 5%.