في خطوة هامة، أعلنت شركة شيفرون (NYSE: CVX) عن استحواذها على شركة هيس (NYSE: HES) مقابل 53 مليار دولار، ما يعد صفقة كبرى ثانية في قطاع الطاقة هذا الشهر، في ظل استمرار ارتفاع أسعار النفط.
شهدت أسعار النفط الخام ارتفاعاً حاداً في أوائل عام 2022، مدفوعة بالغزو الروسي لأوكرانيا، ما أسفر عن استقرار الأسعار حول 90 دولار للبرميل، مع ارتفاع إضافي بنسبة 9% هذا العام. جعل هذا الارتفاع في أسعار النفط الشركات النفطية الكبرى في وضع مالي قوي وتبحث عن استثمارات استراتيجية.
تتبع صفقة شيفرون-هيس إعلان شركة إكسون موبيل مؤخراً عن نيتها استحواذ شركة بايونير ناتشرال ريسورسز مقابل حوالي 60 مليار دولار.
تساهم عدة عوامل في الضغط الصاعد على أسعار النفط، بما في ذلك الصراع المستمر في أوكرانيا. كما تتأثر أسواق النفط العالمية بقطع إنتاجي من قبل دول منتجة رئيسية مثل السعودية وروسيا. وتزداد المشكلة بسبب احتمال حدوث صراع أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط بسبب الحرب بين إسرائيل وحماس. على الرغم من أن الهجمات على إسرائيل لا تعطل مباشرة الإمداد العالمي للنفط، إلا أنها تخلق مخاطر اضطراب إمدادات النفط وارتفاع أسعاره، كما أشارت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
تضيف استحواذ شركة شيفرون على هيس حقل نفطي كبير في غيانا إلى محفظتها، إلى جانب حقول الصخور الزيتية في تكوين باكن في ولاية داكوتا الشمالية. غيانا، وهي دولة في أمريكا الجنوبية ذات سكان يبلغون 791 ألف نسمة، مرشحة لتصبح رابع أكبر منتج نفطي بحري في العالم، متجاوزة دول مثل قطر والولايات المتحدة والمكسيك والنرويج. شهدت غيانا زيادة في نشاط الإنتاج النفطي في السنوات الأخيرة، ما جذب شركات نفط كبرى مثل إكسون موبيل وشركة سي إن أو سي الصينية وهيس، جميعها تتنافس على حقول نفطية رابحة في أمريكا الجنوبية الشمالية.
أكد مايك ويرث، رئيس مجلس إدارة والرئيس التنفيذي لشركة شيفرون، أن هذا الاستحواذ يتماشى مع هدفهم بتحقيق عائدات أعلى وانبعاثات كربون أقل. كما من المتوقع أن يعزز الصفقة نمو إنتاج والتدفقات النقدية الحرة المقدرة لشركة شيفرون خلال الخمس سنوات المقبلة، مما يمد ملفها النموي إلى العقد المقبل. وهذا يتماشى مع خطط شيفرون لزيادة نمو الأرباح وإعادة شراء الأسهم.
تم بناء الصفقة بشركة شيفرون دفع ثمنها مقابل أسهم هيس. حيث سيحصل مساهمو هيس على 1.0250 سهم من أسهم شيفرون مقابل كل سهم هيس، ما يقيم قيمة الصفقة بـ 60 مليار دولار بما في ذلك الديون.
على الرغم من المخاوف المتزايدة بشأن التغير المناخي، إلا أن ارتفاع أسعار الطاقة قد أدى إلى مزيد من نشاط الاستكشاف والحفر، مما يوفر عوائد كبيرة للمستثمرين. شهد قطاع الطاقة سلسلة من عمليات الاستحواذ المركزة على حقول الصخور الزيتية في الولايات المتحدة، مما يعكس اتجاه الدمج بين المنتجين الرئيسيين للطاقة الساعين لتحقيق الكفاءات التشغيلية.
يجدر بالذكر أنه على الرغم من المخاوف العالمية المتصاعدة بشأن التغير المناخي، إلا أن بريطانيا وافقت على مشروع نفطي وغازي رئيسي في بحر الشمال، متجاهلة تحذيرات العلماء والأمم المتحدة بشأن ضرورة تقليص تطوير الوقود الأحفوري الجديد لتجنب تغير مناخي كارثي.
تتوقع شركة شيفرون أن تمكن الصفقة من زيادة عوائدها للمساهمين. كما توقعوا التوصية بزيادة قدرها 8% في الأرباح الفصلية في يناير المقبل، تحت اعتماد مجلس الإدارة. بالإضافة إلى ذلك، تتوقع الشركة رفع إعادة شراء الأسهم بـ 2.5 مليار دولار إلى الحد الأعلى من توجيهاتها البالغ 20 مليار دولار سنويًا بمجرد الانتهاء من الصفقة.
وافقت كل من مجالس إدارة شركتي شيفرون وهيس على الصفقة، بعد ستة أشهر من المفاوضات. ومن المستهدف إتمام الصفقة في النصف الأول من العام المقبل، تحت اعتماد مساهمي هيس. كما من المتوقع أن ينضم جون هيس، الرئيس التنفيذي لشركة هيس، إلى مجلس إدارة شركة شيفرون، نظرًا لحصة عائلته الكبيرة في أسهم هيس.
شهدت أسهم شركتي شيفرون وهيس انخفاضًا في أسواق الأسهم يوم الإعلان عن الصفقة.