استراتيجية شيفرون الاستراتيجية في غيانا تميزها عن التشاؤم في وول ستريت

Chevron Stock

في خطوة جريئة واستراتيجية، أعلنت شركة شيفرون (NYSE: CVX) مؤخرًا عن استحواذها على شركة هيس (NYSE: HES) في صفقة تبادل أسهم، حيث سيحصل كل مساهم في شركة هيس على 1.025 سهم من أسهم شركة شيفرون مقابل كل سهم يمتلكه في شركة هيس. يقدر هذا الصفقة، التي تبلغ قيمتها 60 مليار دولار بما في ذلك الديون، بخطوة كبيرة في سعي شركة شيفرون للحصول على موقع بارز في دولة غيانا الجنوب أمريكية، واحدة من أهم منتجي النفط في العالم.

في حين قد يجادل البعض بأن عرض شركة شيفرون يحمل قيمة استحواذ متواضعة نسبيًا بالنسبة لشركة هيس، إلا أن هذا يرجع في المقام الأول إلى أن أسهم شركة هيس تتداول بالفعل بالقرب من أعلى مستوياتها على الإطلاق. ومن المتوقع أن يسرع هذا الاستحواذ من نمو الإنتاج ويقدم عوائد أفضل لمستثمري شركة شيفرون.

يعد هذا الاستحواذ الصفقة الرئيسية الثانية في قطاع النفط خلال فترة قصيرة، بعد اتفاق شركة إكسون موبيل على استحواذها على شركة بايونير ناتشرال ريسورسز مقابل 60 مليار دولار بالإضافة إلى الديون. وتؤكد هذه الصفقات الاعتقاد الذي يحمله عمالقة الطاقة الأمريكيون باستمرار أهمية النفط والغاز الطبيعي في المشهد الطاقي العالمي، وتذكرنا بصفقات الاستحواذ الضخمة التي شكلت الصناعة في أواخر التسعينيات وأوائل الألفية.

عالميا، شهد قطاع النفط والغاز صفقات استحواذ ودمج بلغت قيمتها 254 مليار دولار خلال العام الحالي، ما يمثل أعلى مجموع حتى الآن منذ عام 2014.

أهمية صفقة شركة هيس بالنسبة لشركة شيفرون

لا تضيف الصفقة فقط مساحات في خليج المكسيك وحقل باكن الرملي للغاز الطبيعي، ولكنها تمنح شركة شيفرون الوصول إلى دولة غيانا، وهي دولة أمريكية جنوبية سابقة كانت تحت الحكم البريطاني. وقد تحولت أحوال غيانا منذ اكتشاف شركة إكسون موبيل لاحتياطيات كبيرة من النفط في مياهها الإقليمية عام 2015. واليوم، تعد غيانا واحدة من أهم منتجي النفط في أمريكا اللاتينية، وتتفوق عليها فقط البرازيل والمكسيك.

بدأ إنتاج النفط في غيانا عام 2019 ويتزايد بسرعة. حيث كان إنتاج البلاد أصلاً ضئيلاً قبل عام 2019، وبلغ متوسط إنتاجه 260 ألف برميل يومياً خلال العام الماضي، ومن المتوقع أن يقترب من 480 ألف برميل يومياً قريباً.

من خلال استحواذها على شركة هيس، تضمنت شركة شيفرون حصة 30% من أكثر من 11 مليار برميل مكافئ من الموارد القابلة للاسترداد في منطقة ستابرويك البحرية التابعة لغيانا. ومن المتوقع أن تسهم هذه المنطقة بنسبة 2% من إمدادات النفط العالمية بحلول عام 2030.

تعد شركة إكسون موبيل لاعبًا رئيسيًا بالفعل في غيانا، وبالتعاون مع شركائها بما في ذلك شركة هيس، يسيطرون على مشهد إنتاج النفط في البلاد. ومن المتوقع أن تحقق مشاريعهم المشتركة إنتاجًا استثنائيًا يبلغ 1.2 مليون برميل يومياً بحلول عام 2027.

أشارت شركة مورننغستار إلى أصول شركة هيس في غيانا على أنها محرك رئيسي للنمو السريع في السنوات القادمة، مما يميزها عن غيرها من شركات الطاقة المستقلة. ويوضع شراء شركة شيفرون لهذه الأصول في موقع جيد للنمو في المستقبل.

في بيان حديث، أشارت شركة شيفرون إلى أن هذا الاستحواذ سيسهم بنحو 10% من إنتاجها الإجمالي للنفط والغاز، الذي يبلغ حاليًا حوالي 3 ملايين برميل يوميًا. كما أن هذا النمو يمتد لمعدلات الإنتاج والتدفقات النقدية الحرة على مدى خمس سنوات، فضلاً عن زيادة قدرها 8% في الأرباح الربع سنوية في يناير المقبل، بالإضافة إلى استرداد أسهم بقيمة 2.5 مليار دولار عند إغلاق الصفقة.

مسار شركة شيفرون الصاعد

حتى قبل هذه الصفقة التحويلية، كانت شركة شيفرون على طريق توسيع إنتاجها ليصل إلى ما يقرب من 4 ملايين برميل مكافئ من النفط يوميًا بحلول عام 2027، مقارنة بحوالي 3 ملايين برميل في عام 2023. وكان من المتوقع أن يأتي جزء كبير من هذا النمو من الإنتاج الجديد في حقل بيرميان، مع عوائد وتدفقات نقدية حرة ممتازة متوقعة بحلول عام 2027.

على الرغم من التشاؤم الأولي لول ستريت تجاه هذه الصفقات الضخمة في قطاع الطاقة، كما تجلى في رد فعل السوق على هذا الخبر، إلا أن هناك وجهة نظر مغايرة. حيث تحقق استحواذ شركة هيس إمكانات نمو كبيرة لشركة شيفرون، ما يجعل أسهمها شراءً جذابًا في المدى 150-170 دولار للسهم.