“تقوير الخريطة” يكشف رسائل مؤلمة عن الحب والفقدان للمثليين في غزة

اليوم، ليس من السهل على أي شخص يعيش في غزة. يصعب العثور على أي ملجأ آمن بين غارات إسرائيل الجوية على الإقليم انتقاما لـ هجوم حماس الإرهابي في 7 أكتوبر.

ولكن بالنسبة للغزيين من مجتمع الميم، فإن ظل الموت من الحرب بين إسرائيل وحماس لا يفعل سوى تضخيم ما كان بالفعل معركة للعيش بحرية في مكان يحظر فيه العلاقات الجنسية بين الرجال وتنتهك المثلية الجنسية العلنية العادات والمعتقدات الاجتماعية والدينية.

وسط التهديدين المزدوجين بالعنف المتصاعد والقمع المستمر، ظهر موقع تفاعلي يبلغ عمره ست سنوات بدأ في كندا ليوفر للعالم نظرة نادرة على وجهة نظر أعضاء مجتمع الميم في غزة.

Queering the Map، منصة معدلة أسسها لوكاس لاروشيل في مونتريال عام 2017، تسمح للمستخدمين المعرفين بميلهم الجنسي بنشر مشاركات مجهولة الهوية مرتبطة بالموقع الجغرافي. خريطة وردية اللون من السرديات المجتمعية المصدرة، تتراوح بين الصريحة والمؤثرة، رسمت تجارب في جميع أنحاء العالم، بما لا يقل عن 28 لغة.

لا توجد تواريخ للرسائل، مما يجعل من الصعب معرفة متى تم نشرها. تشارك بعضها لوحة عامة للعيش كشخص من مجتمع الميم في الإقليم.

“عرفت منذ صغري أنني مختلف. عرفت أنني أحب الأولاد منذ البداية. لكن المجتمع يطالب بإبقائه مخفيا. أعيش الآن في مكان آخر ولا زلت أحاول ربط النقاط. أتمنى ألا تكون الأمور معقدة هكذا. لا أريد إيذاء عائلتي، لكنني لا أستطيع العيش بكذبة”

وردت رسالة باللغة العربية مرتبطة بوسط غزة تقول: “الشيء الوحيد الذي يبقيني صابرا في غزة هو البحر وأنت.”

“مكان [حيث] قبلت أول [دلع]. كونك مثلي الجنس في غزة صعب لكنه كان ممتعا بعض الشيء. قبلت الكثير من الأولاد في حيي.”

تعبر العديد من الرسائل المرتبطة جغرافيا داخل غزة عن التضامن مع قضية التحرير الفلسطيني منذ عقود.

“بالتضامن مع جميع إخوتي وأخواتي الفلسطينيين، أنتم جميعا محبوبون. حرروا فلسطين.”

“الرجاء معرفة على الرغم مما تقوله وسائل الإعلام هناك فلسطينيون مثليون. نحن هنا، نحن مثليون. حرروا فلسطين.”

“دائما ما تخيلتك وأنا جالسان في الشمس، يدا بيد، أحرارا أخيرا. تحدثنا عن كل الأماكن التي سنذهب إليها إذا استطعنا،” تقرأ رسالة مرتبطة في مدينة جباليا الشمالية حيث قصفت سلسلة من الصواريخ الإسرائيلية مخيما للاجئين الأسبوع الماضي وأردت عشرات الأشخاص على حد تقارير. “لو كنت أعلم أن القنابل المتساقطة علينا ستأخذك مني، لكنت بالتأكيد قلت للعالم كم أحببتك أكثر من أي شيء. آسف أنني كنت جبانا.”

“لا أعرف متى سأعيش فقط أريد هذا أن يكون ذكراي قبل أن أموت. لن أغادر منزلي مهما حدث. أكبر ندمي هو عدم قبل هذا الشاب. مات قبل يومين. كنا قد أخبرنا بعضنا البعض مدى إعجابنا. مات في القصف. أعتقد أن جزءا كبيرا مني مات أيضا. وسأموت قريبا. يونس، سأقبلك في الجنة.”